TY - JOUR TI - موقف ابن رشد الفلسفي من اللفظ والمعنى مقاربة منهجية AB - تناول هذا البحث موضوع تعامل ابن رشد (ت ٥٩٥/١١٩٨) الفلسفي مع ألفاظ القرآن الكريم ومعانيه. ومشكلة البحث هي وجود شبهة حول تفسير الفلاسفة للنصوص القرآنية، وأنهم كانوا يفسرونها ويؤلونها دون المحافظة على ألفاظها ومعانيها. والهدف من هذا البحث هو التعرف على موقف ابن رشد كفيلسوف أول القرآن، وهل كان قد اعتمد في تأويلاته مناهج المفسرين من أجل المحافظة على ألفاظ القرآن ومعانيه أم كان يعتمد على الفلسفة فقط؟ ولذلك اعتمدنا في هذا البحث على المنهج الاستقرائي لملاحظة أوجه التقارب بين ابن رشد والمفسرين، للتأكد من أنه كان يؤول القرآن باستعمال أصول التفسير والفلسفة في آن واحد. ومن ثم المنهج المقارن للتعرف على الأصول المشتركة بينه وبين المفسرين. وكان القرآن قد تناول الموضوعات التي أشكلك على الفلسفة والفلاسفة القدماء، وقدمها للمسلمين بمقدمات برهانية ملكتهم حق الإنشغال الفلسفي، والتوليد المستمر منها. وكانت تلك الموضوعات قد جذبت جماعة من الفلاسفة المسلمين، فأخذوا يؤولونها بنظريات الفلسفة القديمة، وكأن الإشكال الذي كانت تعاني منه الفلسفة القديمة قد بدأ يظهر من جديد مع هذه التأويلات، لأنها كانت تستند إلى نظريات غامضة ومتناقضة فأتت تأويلاتهم كذلك غامضة أحياناً ومتناقضة أحياناً أخرى، والمشكلة الأساسية في طريقة الفلاسفة أنهم كانوا يؤولون النصوص القرآنية بالنظريات الفلسفية فقط دون الرجوع إلى التراث التفسيري والعمل بالأصول والقواعد التي نظمها المفسرون في كتبهم، وكانت هذه المشكلة سبباً في تكوين صورة سيئة عن التفسير الفلسفي في مخيلة الجمهور، لأنهم وجدوا أن ألفاظ القرآن مع الفلاسفة قد اتخذت معاني غير المعاني التي يشير إليها القرآن فسادت هذه النظرة حتى مجيء ابن رشد، وكان له موقف فلسفي من هذه المشكلة، وظاهر هذا الموقف ينسجم مع موقف المفسرين القدماء، فاتخذ خطوة لم يتخذها أحداً من الفلاسفة قبله، إذ جمع بين أصول الفلسفة وأصول التفسير في تأويل آيات القرآن، وهذا يعني أن اتصال الدين بالفلسفة أو افتراقهما مرهون باتصال أصول التفسير بأصول الفلسفة أو افتراقهما. وكان ابن رشد قد تحمل مسؤولية إعادة تأويل الآيات التي أولها الفلاسفة، وتصحيح العقيدة من المفاهيم المغلوطة، وإعادة اتصال الدين بالفلسفة كل ذلك بناءً على مقتضى مقاصد القرآن، فقد استعان بقواعد التفسير وأصوله، وطالع كتب عظماء المفسرين كالطبري (ت ٣١٠/٩٢٣) والماتريدي (ت ٣٣٣/٩٤٤) واستفاد من نتاجاتهم وطرقهم في التأويل. وإذا أردنا أن نقيم هذا الموقف من وجهة نظر علم التفسير فإنه يدل على قناعة ابن رشد التامة بوجوب العمل بالقياس المشترك، وأن وضع المقاربات الفلسفية للنصوص الدينية يعتمد بشكل كبير على تراث وأصول التفسير، وأن الفلسفة وحدها لا يمكن أن تنجز شيئاً من فعل تلك المقاربات دون الاستعانة بأصول التفسير. وموقف ابن رشد الفلسفي من اللفظ والمعنى يتصل بموقفه من الإعجاز الفلسفي في القرآن، وأن المعجزة العظمى هي معجزة الكلمة القرآنية، وهي المسؤولة عن تحفيز العقل نحو البحث عن القيم العصرية، وإنشاء المعاني الجديدة بالنظر في الأسباب والمسببات. فإذا كانت القراءة التفسيرية تقدم الدين بصفته المسؤول عن تنظيم الجوانب التطبيقية المتعلقة بحياة الإنسان في المعاملات والعبادات؛ فإن القراءة الفلسفية تقدم الدين على أنه العطاء العقلي الدائم. وبذلك يستمد الإنسان حياته وبقائه من الدين من جهتين: فمن جهة حياته يعمل على إيجاد الظواهر الشرعية لنفسه. ومن جهة بقائه يطمح بعقله الوصول إلى عالم أكثر لياقة وأبعد تطوراً. وأن بمقدوره مكاشفة المجهولات وإظهارها إلى عالم الوجود. إذن هذه الدراسة حينما تتحدث عن هاتين القراءتين فإنما تتحدث عنهما باعتبار الحاجة الإنسانية الماسة لهما، وليس المرح الفكري أو المطارحة بالعبارات الفلسفية. لذلك عندما يستعين ابن رشد بمناهج المفسرين ويستمد منهم الدعائم اللازمة في إنشاء تأويلاته الفلسفية في التفسير إنما لتأسيس معرفي دائم، وليس لترك حقيبة المعرفة في الزمن الماضي. فيذهب في تعامله مع اللفظ والمعنى أحياناً مذاهب المفسرين، فيتوقف في تأويلاته عن القطع بالمعنى ليترك الباب مفتوحاً أمام محتملات مستقبلية أخرى، ويتعامل معها أحياناً أخرى تعاملاً فلسفياً بغية الكشف عن الألفاظ التي يختارها المؤول في تأويلاته، فقد تأكد لديه أن مشكلة اختيار ألفاظ التأويل هي من مشاكل الفلاسفة التي أدت بهم إلى إنشـــاء معاني غير المعاني التي يقصدها القرآن. AU - KOTAN, Şevket AU - FENDİ, RAWAD MOHAMMED MAHMOOD DO - 10.32955/neu.istem.2023.9.1.08 PY - 2023 JO - Yakın Doğu Üniversitesi İslam Tetkikleri Merkezi dergisi (Online) VL - 9 IS - 1 SN - 2148-922X SP - 119 EP - 138 DB - TRDizin UR - http://search/yayin/detay/1184375 ER -